شدد وزير الخارجية و الشؤون الافريقية ، السيد محمد يسلم بيسط، في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي المنعقد اليوم في بروكسل، على الترابط الوثيق بين السلام والعدالة والتنمية، مؤكداً أن "لا تنمية أو تجارة أو ازدهار يمكن أن يتحقق دون سلام وأمن... والطريق الوحيد للسلام هو العدالة".
واستهل الوزير الصحراوي كلمته بتوجيه الشكر للإتحاد الأوروبي على حسن الضيافة، مشيداً بقيادة الإتحادين الإفريقي والأوروبي، خاصة وزير الخارجية الأنغولي تيتى أنطونيو والممثلة العليا للإتحاد الأوروبي كايا كالاس، لما بذلاه من جهود في توجيه الحوار الوزاري. وركز في حديثه على موضوع الإجتماع المتمثل في السلم والأمن، داعياً المجتمع الدولي إلى تجديد التزامه بالمبادئ القائمة على الإنصاف والاحترام المتبادل.
ودعا الدبلوماسي الصحراوي الشركاء من القارتين إلى العمل على ترشيد جهودهم بـ"مبادئ الإنصاف والاحترام والتفاهم المتبادل"، مضيفاً أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا من خلال جهود جماعية تستند إلى القانون والعدالة.
وفي ختام كلمته، نوه السيد بيسط بالدور الحيوي للمؤسسات القضائية، مثنياً على محكمة العدل الأوروبية والمحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، قائلاً إنهما "ذكرتانا مرة أخرى بالأهمية المحورية للامتثال الدقيق للقانون الدولي والعدالة".
وفي الأيام التي سبقت الإجتماع الوزاري، شارك وفد صحراوي رفيع المستوى في إجتماعات تحضيرية هامة تهدف إلى توحيد المواقف الإفريقية والأوروبية. وقد ساهم السفراء الصحراويون منصور عمر، المكلف بالعلاقات مع المؤسسات الأوروبية، والسفير لمن أباعلي، الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب السفير ماءالعينين مفتاح، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ببلجيكا، يومي 19 و20 ماي، في مناقشات عقدت بمقر بعثة الاتحاد الإفريقي في بروكسل، إضافة إلى اجتماعات مشتركة بين سفراء الاتحادين الإفريقي والأوروبي.
وشكلت هذه الاجتماعات محطة حاسمة في صياغة البيان المشترك وضمان وحدة الموقف الإفريقي تجاه الأجندة الاستراتيجية للقمة، والتي تشمل الأمن، والتعاون المتعدد الأطراف، والتجارة، والتنقل. وقد شدد الممثلون الصحراويون على أهمية التمسك بالمواقف المبدئية التي تحفظ الأطر القانونية والقيم التأسيسية للإتحاد الإفريقي.
وتؤكد مشاركة الجمهورية الصحراوية الديمقراطية في هذه الدينامية الدبلوماسية على دورها الثابت كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، ومساهمتها الفاعلة في بلورة المواقف الإفريقية الموحدة، لا سيما في ظل الشراكة المتنامية بين إفريقيا وأوروبا والتنافس الجيوسياسي المتزايد على القارة.
واص