جبهة البوليساريو تدعو الاتحاد الأوروبي إلى الابتعاد عن محاولات التحايل، والامتثال لمقررات محكمة العدل الأوروبية (بيان)



2023-07-04

2023/07/04

ثمنت الأمانة الوطنية خلال دورتها العادية الثانية تحت رئاسة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي، المكاسب والانتصارات المحققة في مختلف الواجهات.

واستعرضت الأمانة الوطنية بالنقاشات الهادفة والصريحة، بالدراسة والتقييم والتحليل، جدول الأعمال الذي تضمن التقرير المقدم إلى الدورة من طرف المكتب الدائم للأمانة، منوهة بالانطلاقة الجديدة لكل مسارات الفعل الوطني، على مختلف الجبهات، ما بعد المؤتمر السادس عشر، واستكمال ترسيم وتنصيب الهيئات الوطنية، في مستهل السنة الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح.

 

نص البيان :

 

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب

 

الأمانة الوطنية

 

الدورة العادية الثانية

 

التاريخ: 04 يوليو 2023

 

بـــــــــــــــــــيان

 

برئاسة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، عقدت الأمانة الوطنية دورتها العادية الثانية، أيام 2، 3 و4 يوليو 2023. واستعرضت الأمانة الوطنية بالنقاشات الهادفة والصريحة، بالدراسة والتقييم والتحليل، جدول الأعمال الذي تضمن التقرير المقدم إلى الدورة من طرف المكتب الدائم للأمانة.

التقرير، والذي تم تدعيمه بعروض تكميلية، تناول أهم محاور الفعل الوطني خلال الفترة منذ الدورة الأولى في الميادين السياسي التنظيمي، الدفاع والأمن، الإداري والاجتماعي والاقتصادي، وميدان الخارجية والإعلام والتشريفات، إضافة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة والساحة الدولية عامة.

ونوهت الأمانة الوطنية بالانطلاقة الجديدة لكل مسارات الفعل الوطني، على مختلف الجبهات، ما بعد المؤتمر السادس عشر، واستكمال ترسيم وتنصيب الهيئات الوطنية، في مستهل السنة الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح.

وتوقفت الأمانة الوطنية عند السير المستقر لمجمل البرامج الوطنية وانتظام الخدمات الأساسية، رغم ظروف الحرب واللجوء والتراجع الملحوظ في الدعم الإنساني، في وقت يُحرم فيه الصحراويون من ثرواتهم الطبيعة الوافرة التي تنهبها دولة الاحتلال المغربي. وسجلت الأمانة ما شهدته الفترة المنصرمة من تعاطي وتجاوب لجماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، بروح الوعي والمسؤولية، مع البرامج والاستحقاقات المختلفة، بما في ذلك الحضور المتميز والمتنامي للجاليات، مشيدة أيما إشادة بما جسده تخليد خمسينية الجبهة من رسائل التحدي والصمود والثقة في النصر الحتمي.

وتوجهت الأمانة الوطنية بتحية خاصة إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذين يتقدمون صفوف الحرب التحريرية، يستهدفون مواقع العدو وتخنداقته، يصنعون البطولات بكل استماتة وشجاعة وتضحية وإباء. وذكرت الأمانة الوطنية بما خلفه العمل القتالي من تأثير مدمر على قوات العدو المغربي، الذي لا زال يلجأ إلى التنكر والتكتم على الحرب وما تخلفه من خسائر في الأرواح والمعدات، ووضع معنوي متدهور وحالات الفرار وموت ضباطه وجنوده، ويغالط الرأي العام المغربي والدولي بربط كل ذلك بأسباب واهية مفضوحة.

وحيت الأمانة الوطنية استمرار المقاومة البطولية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، حيث تتحدى انتفاضة الاستقلال قوة الاحتلال، رغم تصعيد هذه الأخيرة لعمليات القمع والمراقبة اللصيقة لكل الشوارع والأحياء التي يقيم فيها الصحراويون، وتحويل منازلهم إلى إقامات جبرية والتضييق حتى على الزيارات العائلية.

وتوجهت الأمانة في هذا السياق بتحية خاصة، ملؤها التقدير والإجلال، إلى أبطال ملحمة اقديم إيزيك وجميع رفاقهم الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية وإلى عائلاتهم المكلومة، وهم يواجهون الجلادين الطغاة بكل صمود وبمعنويات عالية، لم تزدها الأحكام الجائرة إلا قوة ورسوخاً.

وأدانت الأمانة الوطنية الحصار المضروب على السكان الصحراويين في الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية، وحالات الطرد المتكررة للمراقبين والإعلاميين الدوليين، حيث وصل الأمر إلى منع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، من زيارة الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، ما لم يخضع لشروط دولة الاحتلال المغربي.

وشددت الأمانة الوطنية على ضرورة تحمل الأمم المتحدة لكامل مسؤليتها في الوقف الفوري للانتهاكات المغربية الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، الاضطلاع بواجبها والتزامها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، كما هو منصوص عليه في ميثاقها وقرارتها وقرارات لجانها، مثل لجنة الـ 24 المجتمعة مؤخراً في أندونيسيا، وبالتالي تمكين بعثة المينورسو من أداء مهمتها، للسماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، وفق خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، الاتفاق الوحيد الذي حظي بتوقيع طرفي النزاع ومصادقة مجلس الأمن الدولي.

كما أكدت الأمانة الوطنية على مسؤولية الاتحاد الإفريقي بالتعجيل بوضع حد للانتهاك الصارخ من طرف المملكة المغربية لقانونه التأسيسي، وبالتالي إنهاء احتلالها العسكري اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في المنظمة القارية.

وحذرت الأمانة الوطنية من تبعات تعنت دولة الاحتلال المغربي وتبنيها لسياسة الهروب إلى الأمام، بما قد يقود إلى إقحام المنطقة في أتون الاحتقان والتوتر واللااستقرار. ولا يقتصر الأمر على اندفاعها المحموم نحو مزيد من التسلح ولا على تورطها، الموثق في التقارير الدولية، كأكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم، في دعم وتشجيع الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، بل يتضمن تحالفاتها المشبوهة مع قوى استعمارية واستيطانية، وتسهيل تمرير أجنداتها التخريبية في المنطقة، إضافة إلى توريط شركات وبلدان في عمليات نهب الثروات وتشجيع الاستيطان الممنهج في الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية.

وفي وقت سجلت فيه الأمانة الوطنية عدم تجديد الاتحاد الأوروبي لاتفاقية الصيد البحري مع دولة الاحتلال المغربي، فإنها تأمل من الاتحاد أن يبتعد عن محاولات التحايل السابقة، وأن يمتثل لتطبيق قرارات محكمة العدل الأوروبية، إحقاقاً للحق وتكريساً للعدالة واحتراماً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وتأمل الأمانة الوطنية أن يكون الأوروبيون قد أدركوا أن مصدر الفساد داخل مؤسساتهم، مثل الذي جرى في البرلمان الأوروبي، إنما هو آتٍ من دولة الاحتلال المغربي، ليس فقط عبر الرشوة وشراء الذمم، ولكن أيضاً بالابتزاز بكل الأساليب، بما فيها التجسس ببرامج مثل بيغاسوس.

وعبرت الأمانة الوطنية عن أملها في أن تضطلع فرنسا بدور إيجابي لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، وفق ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، يضع حداً لعقود من الانحياز الظالم والتغاضي عن سياسات التوسع والعدوان، ويراعي مصالح وأمن واستقرار كل شعوب وبلدان المنطقة المتوسطية وشمال إفريقيا.

وفي وقت حيت فيه الأمانة الوطنية كل مكونات الحركة التضامنية مع القضية الصحراوية، وفي إسبانيا بشكل خاص، جددت التذكير بأن علاقة الدولة الإسبانية بالنزاع في الصحراء الغربية ذات خصوصية، باعتبارها القوة الاستعمارية المديرة للإقليم، بموجب القانون الدولي. وفي الوقت الذي تباشر فيه إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبية، وفي أفق الانتخابات التشريعية القادمة، يجدر تذكير الحكومة المقبلة بأن مسؤولية الدولة الإسبانية، السياسية، القانونية والأخلاقية في استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتقرير مصير الشعب الصحراوي، لا تسقط بالتقادم ولا بالانحياز المفضوح إلى جانب الأطروحات التوسعية المغربية، على غرار الموقف المتخاذل والخيانة لرئيس الحكومة بيدرو سانتشث.

ونوهت الأمانة الوطنية بإبرام الجمهورية الصحراوية لعديد المعاهدات والاتفاقيات مع بلدان صديقة، مثل جنوب إفريقيا وفنزويلا وأوغندا وكوبا، وكذا بالتقدم المسجل على مستوى أمريكا اللاتينية، عبر افتتاح السفارات في بلدان مثل كولومبيا وبوليفيا ورفع مستواها في مواقع مثل المكسيك، إضافة إلى الزخم التضامني القوي مع كفاح الشعب الصحراوي في عديد المنابر، مثل القرار التاريخي الذي تبناه بالإجماع منتدى ساو باولو الشهر المنصرم.

وتوجهت الأمانة الوطنية بأصدق عبارات الشكر والتقدير والعرفان إلى الجزائر، جزائر المواقف المبدئية التي لا تخشى فيها لومة لائم، في دعم القضايا العادلة وكفاحات الشعوب من أجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الصحراوي. وهنأت الأمانة الوطنية الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، بحلول الذكرى الحادية والستين لعيدي الاستقلال والشباب، ثم على انتخابها بجدارة كعضو في مجلس الأمن الدولي، بالنظر إلى المكانة المرموقة التي تحظى بها الجزائر، جهوياً ودولياً، والدور الريادي الذي تضطلع به في استتباب السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.

كما حيت الأمانة الوطنية الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأعربت عن عزم الجمهورية الصحراوية على توطيد علاقات الأخوة والصداقة والجوار والمصير المشترك.

كما صادقت الأمانة الوطنية على لائحة السياسة الداخلية، مثمنة المكاسب والانتصارات التي حققتها قضيتنا العادلة، على مختلف الواجهات، ومحددة جملة من المعالجات والأولويات للتعاطي مع المرحلة المقبلة.

وبمناسبة اليوم الوطني للبرلماني، تقدمت الأمانة الوطنية بالتهنئة إلى المجلس الوطني الصحراوي وأعضائه الموقرين، ووقفت وقفة ترحم وإجلال وتقدير وإكبار على روح الشهيد المحفوظ اعلي بيبا، مذكرة بمناقبه وعطاءاته خلال المسيرة الكفاحية للشعب الصحراوي، ومترحمة على كل شهداء القضية الوطنية الأبرار.

وفي رحاب خمسينية الجبهة وإعلان الكفاح المسلح، ها هو الشعب الصحراوي، في كنف الوحدة الوطنية والإجماع، بقيادة ممثله الشرعي الوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على السير قدماً على درب الوفاء لعهد الشهداء، بالكفاح والمقاومة والصمود، والتصدي لكل مؤامرات ودسائس العدو، حتى تتويج مسيرة التحرير باستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.

 

تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة.